حديثٌ عجيبٌ رهيب غريب، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذلك قوله: ((هَلَاكُ أُمَّتِي فِي الْكِتَابِ وَاللَّبَنِ) فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا الْكِتَابُ وَاللَّبَنُ؟ قَالَ: (يَتَعَلَّمُونَ الْقُرْآنَ وَيَتَأَوَّلُونَهُ عَلَى غَيْرِ مَا أَنْزَلَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، وَيُحِبُّونَ اللَّبَنَ فَيَدَعُونَ الْجَمَاعَاتِ وَالْجُمَعَ وَيُبْدُونَ)). أما أنّه عجيبٌ فلأنّ الناس في هذا الزمان، وقد ابتلوا بالصوارف والملاهي، مما يُصَدَّر إليهم ممن لا يريد لهم الخير، وغير ذلك مما صنعوه بأنفسهم، فعاشوا بعيدين عن...
قراءة المزيد
من قراءات لي، وقفت على عبارة أعجبتني وهي التي تُرى في العنوان. وزاد من إعجابي بها أنّي رأيتها منسوبة إلى الشاطبي، إمام الأندلس. فأزمعت اتخاذها عنوانا لموضوع أريد كتابته عن الوحي والهوى، وقد فعلت، بتوفيق من الله. ولما آلَ الموضوع إلى ابني عبد الرحمن، رضي الله عنه وأرضاه، للمراجعة الأخيرة والنشر. تبين له أن نسبة القاعدة للشاطبي لا تثبت. ولما كان في كتاب الموافقات كلام رائع عن الوحي والهوى، يحوم...
قراءة المزيد
نذارةٌ من جوامع الكلم، وبيانٌ من هدي البشير النذير، أطْرقُ به مسامعَ المسلمين اليوم، لعلهم يتقون أو يحدث لهم ذكرا! والتحذير الذي أريد، والخطر الذي أخاف، والخلل الذي أرفض وجوده في المسلمين، كل أولئك ليس طارئا جديدا فجأنا، ولا بلاء غريباً نزل بنا اليوم، ولا عيبا خفياً بدأ يظهر لم نكن نعرفه! إنّما واقع أليم نعيشه، بداياته بعيدة في عمق الماضي، والحياة المعاصرة بكل سلبياتها تزيده وضوحا، وتمكنه منا فيمعن...
قراءة المزيد
مقدمة وأُفَضِّلُ أنْ أبدأ بتفسير العنوان، فإنّي قصدت أن أقول: إفهموا ما المقصودُ بشأن الله، ولكن لا تتكلفوا البحث في أسبابه وتأويلاته، بل ردوه إلى صاحبه. فالتفكر محمود في أمر، مذموم في آخر، على غرار ما جاء في الحديث الحسن (تفكروا في خلق الله ولا تفكروا في الله). وكثيرا ما قرأت في كتب العقيدة عبارةً نُسبتْ إلى بعض الصحابة، ومنهم علي رضي الله عنه في ما أذكر، أو لبعض العلماء...
قراءة المزيد
زاوية، بل رُكن ركين في دين الإسلام، نسيها أو تناساها المسلمون اليوم، يوم انغمسوا أكثر مما ينبغي في ماديات الواقع والحياة، إنّه دور الضعفاء في التفاعلات الجارية على الأرض، كالتي نعيش. وكلمة الضعف والتفكير فيها محبط، لا سيما إذا اسُتحضر معها المفهوم الأرضي ومعاييره. لكن الدين يرى الضعفاء (بخصائص معينة) هم المُرشحين للتغيير الكبير في كل عصر، ولنقرأ فواتح سورة القصص: (وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ...
قراءة المزيد
وقع تحت ناظري كلام، عنونه كاتبه (الرمي بالحجارة الكبيرة)، ولم أقاوم شهية الرد، لأنَّ بيت القصيد في ما كُتب، ومن خلال سطور الكاتب، إلغاءٌ لأعظم الواجبات الشرعية، وأخطرها اليوم، وطريق الخلاص الوحيد، اليوم، للمسلمين مما هم فيه، وزاد الكاتب على تلك الجناية العظيمة، أن سَفَّهَ من يحملون هذا الهم، ويَؤزون المسلمين لاستيعابه، والعمل على تحقيقه، وهذا شأن (المفكرين)! ومن يسعه السكوت أمام باقعة كهذه؟! ولنقرأ بعض سطورٍ مما كتب: (الحديث...
قراءة المزيد
من الخبرة والمعاناة، ومن أجل مسيرٍ إلى الهدف لا يتعثر، ومن حِرص على الدعوة إلى الله أنْ لا تنكفأ، ومن باب النصح للمسلمين ... أخط هذه السطور: لقد كان ما في هذه السطور موضوع جلسات عديدة مع دعاة من الشبان في دمشق، فرج الله كربتها، حين سمعت بعض الشكوى، ولحظت بعض التململ، ورصدت بعض التعثر ... ومن أجل أنْ لا يكون ذلك صرت أقول للشباب الآتي: قبل أي تحرّك على...
قراءة المزيد
قاعدة عظيمة، أهمتني وأغمتني كثيراً، في مسيرتي العلمية الشرعية. أمَّا أنَّها أهمتني، فما انتفعت بعد توفيق الله انتفاعي بها في التحصيل والتحرير للمسائل العلمية الشرعية. وأمّا أنَّها أغمتني، فلست مبالغاً إذا قلت: ما من يوم، بل ما من ساعة من ليل أو نهار، أقف على مُخالَفَةٍ أو مُخالِفٍ لها، بتعمد وإصرار، وليس بجهل أو عدم دراية، إلا أغمتني وأحزنتني، لأنّي أكون على يقين أنّ ذلك مؤشرُ خللٍ، ونذيرُ شرٍ، إذا...
قراءة المزيد
العنوان من المصطلحات الطبية، ولا تتوقعوا أن أتطفل ذات مرة على مجال لا أحسنه. لكنّ باب الاستعارة بين العلوم والمعارف مفتوح لمن يريد أن يستعير، مادامت تلك الاستعارة تفيده في إيضاح أمرٍ من الفنِّ الذي يتعاطى معه. لقد وجدت في كتاب ابن القيم (الصواعق المرسلة) كلاما مُؤصلا ومُدلَّلا، في موضوع عقدي، ما أكثر ما أدندن حوله، ولطالما كتبت عنه. فأردت أن ينتفع القارئ بهذا الكلام، وناهيكم بابن القيم! ولمّا كان...
قراءة المزيد
عبارة سمعتها من شيخنا العثيمين رحمه الله، وقرأتها مراراً في كتابات له، وصدق وايم الله. وما أكثر ما يشهد الواقع على جنايات العواطف على المسلمين. وإن لم نحدد معنىً للمسألة التي نناقش، سندخل في الخلاف والتأويل. ولا يظنن أحدٌ أنّ ذمّ استخدام العواطف في سياقٍ معين يُجيز أن يُفترض له لازمٌ، وهو تحميله معنى ذمّ العاطفة إطلاقا، واعتبارها خلقا ذميما عند البشر، ينبغي التخلص منه. ومن أجل الاتفاق على المفهوم...
قراءة المزيد