لا نكون مخطئين إذا قلنا: إنّ الله تبارك وتعالى، من بيانه التام الأتم للناس، من أجل أن يكونوا على بينة من أمرهم في هذا الدين، ولتقوم عليهم الحجة كاملة، فيُيَسَّر لهم طريق الخلاص، وكل ذلك من رحمة الله بالعباد، أن تتنوع أساليبُ البيان الربانيِّ بين إسهاب واختصار، وترغيب وإنذار. ومن أنواع ذاك البيان أن يُختزل مفهوم الدين الحق في التركيز على المآل الأخروي، كما في قوله تعالى: (فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ...
قراءة المزيد
محور هذا الموضوع وأساسه حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الغربة، فلنبدأ بعرضه: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إنّ الإسلام بدأ غريباً، وسيعود غريباً، كما بدأ فطوبى للغرباء). وفي رواية: (قيل: ومن الغرباء يا رسول الله؟ قال: ناس صالحون قليل في ناس سوء كثير من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم). وستكون مع الحديث وقفات: أولاً: أول ما يتبادر إلى...
قراءة المزيد
آيات بينات قارعات، ومن سورة الصافات، فيها أعظم عبرة لمن يؤمن بالبعث بعد الممات، ويوقن أنّ الخلق مجزيون بالحسنات والسيئات، ولا ملجأ ولا منجى إلا عند رب السموات، وأما من غرتهم الأماني فهيهات هيهات! يقص علينا رب العزة والجلال حوارا يدور بين أهل الجنة، ومن أصدق من الله حديثا! فلنصغ للآيات الكريمات، ولتكن من عندها البداية: (فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ (50) قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ إِنِّي كَانَ لِي قَرِينٌ (51)...
قراءة المزيد
وتمام الآية: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ). عنَّ لي أن أكتب خواطر عن فهم هذه الآية الكريمة وتطبيقاتها، ومن الطبيعي والمعتاد أن تكون البداية مراجعةً لبعض كتب التفسير، للتعرف على ما عند أهل التفسير حول الآية. وأول ما خرجتُ به، أنّهم مجمعون على أنّ كلمة (السِّلْم) في الآية هي بمعنى (الإسلام). ومما جاء في تلك الكتب، مُلخصاً، أنّ لفظة (السِّلْم)...
قراءة المزيد
توطئة في غمرة أحداث ما جرى في فرنسا وكل تداعياته، لدى كل الأطراف، ولأنّ الحادثة ليست الأولى ولن تكون الأخيرة. وبالنظر الثاقب، وبالمتابعة الدقيقة، يمكن الجزم أنّ كل نتائج الحوادث المشابهة السابقة، والتي يمكن جمعها في ملف (الإساءات إلى الرسول عليه السلام) كانت سلبية مؤذية محرجة، تمخضت عن مزيد من الكيد للإسلام وأهله، دون أدنى إيجابية أو مصلحة. ولا أحب أن أجدني صامتا، وقد كثر المتكلمون، رغم أنّي أدليت بدلوي...
قراءة المزيد
سؤال يفرضه على ذهن المسلم القاريء المتابع، ما يُكتب في كثير من المواقع الإسلامية والدوريات، أو ما يُسمع في كثير من الندوات على الفضائيات، أو في ما صار اليوم مادة أساسية تُتداول على أجهزة التواصل الاجتماعي، التي صارت في متناول كل الشرائح الاجتماعية! حتى حق لي ولغيري أن نقول عن هذا الموضوع (الاختلاف) إنّه ماليءُ الدنيا وشاغلُ الناس، وهو حقيقةً ليس كذلك. لكن أُريدَ له ذلك، ليكون غطاءً وتبريراً واستباقاً...
قراءة المزيد
العنوان حديث نبوي، وأي خير يتأتى من كلام عنوانه من الكلم الطيب، الذي شرُف وعظُم بخروجه من بين شفتي نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام؟! وجاءت رواية أخرى تعبر عن ذلك الخُلُقِ العظيم بأسوبٍ عربيٍ آخر، فيه الحصر (الْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ)! ولا غرو بعد هذا أن نقول: إنّ الحياءَ لفظةٌ واسعٌ طيفُ معانيها، متعددةٌ الموضوعاتُ التي تُذكرُ فيها، باهرةٌ ورائعةٌ نتائج التزام الناس لها. فما أحراها ببحثٍ وعرضٍ وتذكيرٍ...
قراءة المزيد
موضوع الإسراء والمعراج، موضوع خليق بالكتابة فيه. وأهمية ذلك أن يُبَصَّرَ المسلمون بهذا المطبوع الذي يتداولونه بين أيديهم، إذا جاء شهر رجب، وبخاصة في الليلة السابعة والعشرين منه. وأقول إنّ هذا الذي يقرؤه الناس في ذكرى الإسراء والمعراج، بزعمهم، لا يمت إلى الحقيقة بصلة! ومعظم ما فيه، من أحاديث، لم تثبت نسبتها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم، وتداوله حرام لحديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى...
قراءة المزيد
أُصَدِّقُ أن يقفَ كلُّ أحدٍ حائراً متردداً، أو يُسْقَطَ في يده أمام هذا (الفايروس المتغول) على العالم بأسره، لا يفرق بين دولة عظمى، وأخرى من العالم العاشر، ولا بين أمير وفقير، ولا حاكم ولا محكوم، ولا ، ولا ، ولا... وأمامَ تلك الإجراءات التي تقتضيها مواجهة هذا الحدث، أجل أصدق ذلك! إلا مسلماً عالماً بدينه، وهو من أهيبُ به وبأمثاله، أن يرفعوا عقائرهم ليقولوا للعالم: نحن الذين علَّمنا نبينا عليه...
قراءة المزيد
كثيرا ما يحلو للإنسان أن يخلو بنفسه، وهي ليست إجازة من إشغال الفكر، بل قد تكون جهدا فكريا صامتا، ذا ثمر..! إذن، هي نوع من أنواع التفكير، لاسيما لمن كانت له هموم يحملها. ولْنُسَمِّ ذلك حديثَ نفسٍ. ولا يُنكر أنّ الحوار مع النفس أسلوب من أساليب الوصول إلى الحق، وقد أثبت القرآن الكريم ذلك في قوله تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ...
قراءة المزيد